عندما تضيق الدنيا فى عينك.. وتوصد كل الأبواب فى وجهك .. لاتستسلم لإغواء خبثاء يحثونك على الولوج من باب يرون فيه خلاصك وتوقن أن وراؤه حتفك ونهايتك وإنتحارك ..حتفك الروحى ونهايتك النفسية وإنتحارك عن ذاتك ..لن تكون أنت ..بل مسخا يحلمون أن تكونه ..عاجزا عن المقاومة ..سائرا مثل باقى القطيع بلا حول ولاقوة ..مستسلما لما يمليه عليك من بيده الأمر أو هكذا يتصور ..تعلن الولاء التام ..وعليك السمع والطاعة بلاتفكير أو إعتراض أو حتى محاولة لإبداء الرأى.
لارأى يعلو فوق رأيه ولافكر يرقى لفكره ولاكلمة لها معنى مالم يطلقها صوته ..والويل لمن يجرؤ على الخروج وإختراق حواجز القمع المفروضة ..سيل من قذائف الإنتقادات السامة الموجهة يطلقها صغار القطيع أو أولئك المنتفعين من حوله ..يسفهون كلمتك ..يسخرون من فكرك ..يقزمون من أرائك ..ويطلقون ضحكاتهم المستفزة حتى تنطلق الدموع من عيونهم الوقحة.
يحاصرونك فيرغمونك على الاستسلام فيعلنون إنتصارهم ويباركون إنضمامك لتصبح عضوا خانعا بينهم.. تلقى بمبادئك عرض الحائط .. تتنازل عن قناعاتك ..تهون عليك كرامتك وكبريائك ..تخون مبادئك وتعلن موت ضميرك .. وقتها ستتوالى عليك المكاسب ..ستعوض خسائرك التى تكبدتها طوال سنوات تمردك ورفضك ..تخرج من عثرتك المالية الخانقة إلى رحب العيش ومن الظل إلى بريق الجاه والق المنصب وسطوته ..سيتبدل حالك لما يرونه أفضل لكنك لن تراه سوى ضياع ونقلة للأسوأ.
فكن نفسك ..لاتخش سيف المعز ولايخدعك ذهبه ..فعمرك غير مرهون بسيفه ورزقك غير مقرون بذهبه ..وقدرك يرسمه من بيده رفع المعز وذله .. فالق بحمولة روحك المثقلة على بابه وإمض حيث يأمرك ضميرك ولن يصيبك إلا ماقدر لك وعليك.. ولسوف يعطيك ربك فترضى وبشر الثائرين .
بقلم: هالة فؤاد
